للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقريبٌ منه قولُه تعالى: {قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: ٤٦]، أي لا تهتمَّ بأمره وأعرِضْ عنه. ويقولون في عكس ذلك: أنت مني وأنا منك. ويؤيد هذا التأويلَ أن بعضَ الآثار الواقع فيها لفظ "ليس منا" قد رُوي بلفظ "فليس مني"، وما في صحيح مسلم أن أبا موسى الأشعري أُغْمِيَ عليه في مرضه، فصاحت امرأةٌ من أهله، فلما أفاق قال: "أنا بريءٌ مِمنْ بَرِئ رسولُ الله منه، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس منا الصالقةُ والحالقةُ والشاقة""، (١) ففسَّرَ كلامَ رسول الله "ليس منا" في ذلك الحديث بمعنى البراءة.


= "هذا بيت من الرمل، ولم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين، ولا عثرت له على سوابق أو لواحق. وقد رأيت ابنَ الناظم نسبه إلى بعض النحاة، ذهابًا منه إلى أنه مصنوع، ورأيت ابنَ هشام يقول في شأنه: وفي النفس من هذا البيت شيء؛ لأنا لا نعرف له قائلًا، ولا نظيرا". ابن هشام الأنصاري، أبو محمد عبد الملك جمال الدين بن يوسف بن أحمد بن عبد الله: أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد (صيدا/ بيروت: المكتبة العصرية، بدون تاريخ)، ج ١، ص ١١٨.
(١) ونص الحديث: "وجع أبو موسى وجعًا فغُشي عليه ورأسه في حَجْر امرأة من أهله، فلم يستطع أن يرد عليها شيئًا. فلما أفاق قال: إني بَرِيءٌ ممن بَرِئَ منه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برئ من الصالقة والحالقة والشاقة. صحيح البخاري، "كتاب الجنائز" الحديث ١٢٩٦، ص ٢٠٧؛ صحيح مسلم، "كتاب الإيمان"، الحديث ١٠٤، ص ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>