وهو اعتقادٌ باطل؛ إذ ليس في الأيام نحس؛ قال مالك رحمه الله:"الأيامُ كلُّها لله"، (١) وإنما يفضل بعضُ الأيام بعضًا بما جعل الله له من الفضل فيما أخبر بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ولأجل هذا الاعتقاد الباطل، قد اخترع بعضُ الجهلة المركبين صلاةً تُصلَّى صباح يوم الأربعاء الأخير من صفر. وهي صلاةٌ ذاتُ أربع ركعات متواليات، تُقرأ في كل ركعة منها سورٌ من القرآن مكرَّرة متعددة، وتُعاد في كل ركعة، ويُدعى عَقِبَ الصلاة بدعاء معين. وهي بدعةٌ وضلالة؛ إذ لا تُتَلَقَّى الصلواتُ ذواتُ الهيئات الخاصة إلا من قبل الشرع. ولم يرد في هذه الصلاة من جهة الشرع أثرٌ قويٌّ ولا ضعيف، فهي موضوعة. وليست من قبيل مطلق النوافل؛ لأنها غيرُ جارية على صفات الصلوات النوافل. فليحذر المسلمون من فعلها، ولا سيما مَنْ لهم حظٌّ من العلم. ونعوذ بالله من علم لا ينفع وهوى متبع.
(١) القيرواني: النوادر والزيادات، "كتاب الصوم"، ج ٢، ص ٧٥؛ ابن رشد: البيان والتحصيل، "كتاب الصيام والاعتكاف"، ج ٢، ص ٣٢٢، و"كتاب الجامع الأول"، ج ١٧، ص ٢٤.