للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله، وشعبان شهري"، إلخ. وقد شاع عند كثير من الناس أن لليلة النصف من شعبان فضائلَ ومزايا خاصة:

١ - منها اعتقادُهم أن فيها صلاةً خاصة يروون فيها كيفيات: منها كيفيةٌ في حديث يُروى بطرق عن علي بن أبي طالب وابن عمر وجماعة من الصحابة مرفوعًا، أن مَنْ صلَّى ليلةَ النصف من شعبان أعدادًا مختلفة الركعات بأعداد من فاتحة الكتاب وسورة الإخلاص أعطاه الله خيراتٍ في الدنيا والآخرة، وُصفت في ذلك الحديث وصفا طويلًا ركيكًا. وهو حديثٌ موضوع بجميع طرقه، وعلى اختلاف رواياته لاختلال أسانيده.

ولِمَا عليه من سمة الوضع في ثقله وإسهابه، قال الحافظ علي بن سلطان المكي (١): "أحاديثُ صلاة ليلة النصف من شعبان كلُّها باطلة، والعجبُ ممن يشم رائحةَ العلم بالسنة كيف يغتر بمثل هذا الهذيان ويصليها. وهذه الصلاة وُضعت في الإسلام بعد الأربعمائة، ونشأت ببيت المقدس؛ وضع لها عدةُ أحاديث لا يصح منها شيء". (٢) قال ابنُ العربي في العارضة: "وقد أولع الناسُ بها في أقطار الأرض". (٣)


(١) هو أبو الحسن نور الدين علي بن سلطان محمد الهروي المكي الحنفي، المشهور بملا علي القاري، توفِّيَ سنة ١٠١٤ هـ.
(٢) انظر ثلاث روايات لهذا الحديث (١٢٥١ - ١٢٥٣) وتعليق القاري عليها (الذي ساقه المصنف بتصرف تقديمًا وتأخيرًا) في: الملا علي القاري، نور الدين علي بن محمد سلطان: الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة (الموضوعات الكبرى، تحقيق محمد السعيد بن بسيوني زغلول (بيروت: دار الكتب العلمية، ط ١، ١٤٠٥/ ١٩٨٥)، ص ٣٣٠.
(٣) ابن العربي: عارضة الأحوذي، ج ٢/ ٣، ص ٢١٧. وانظر تفاصيل قصة نشأتها كما حكاها الطرطوشي عن أبي محمد المقدسي - أحد علماء بيت المقدس - في: الطرطوشي، أبو بكر: كتاب الحوادث والبدع، تحقيق عبد المجيد تركي (بيروت: دار الغرب الإسلامي، ط ١، ١٤١٠/ ١٩٩٠)، ص ٢٦٦ - ٢٦٧؛ الشاطبي، أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي: كتاب الاعتصام، نشرة بعناية خالد عبد الفتاح شبل أبو سليمان (بيرِوت: دار الفكر، ١٤١٦/ ١٩٩٦)، ج ١، ص ١١٤ (نقلًا عن الطرطوشي).

<<  <  ج: ص:  >  >>