للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه إبراهيم لبناء الكعبة، وهو المسمَّى بمقام إبراهيم. وأبوه مضر كان أفضلَ قومه، وقد رُوي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تسبوا مضر، فإنه كان قد أسلم". (١) وأبوه نِزار كان في وجهه نور، وكان واضعَ الكتابة العربية في أحد الأقوال. وأبوه معد كان قائدَ قومه، وكان يحارب بني إسرائيل يدفع غاراتهم عن بلاد العرب. وأبوه عدنان كان أشرفَ العرب، وكان بُخْتَنَصَّر لمَّا غزا بلادَ العرب وغزا أورشليم حمل معه عدنان ومعه النبي إرميا إلى بابل. (٢) وبين عدنان وإسماعيل أربعون أبًا أو سبعةٌ وثلاثون، (٣) أسدلت العصورُ على مجدهم ستورَ القدم، فحجبت عنَّا مجدًا يملأ ذكرُه السمعَ والفم.

وَهَلْ يُنْبِتُ الْخَطِيَّ إِلَّا وَشِيجُهُ ... وَتَنْبُتُ إِلَّا فِي مَنَابِتِهَا النَّخْلُ (٤)


(١) رواه ابن سعد عن عبد الله بن خالد مرسلًا. وفي الروض الأنف للسهيلي أن الزبير بن بكار روى في مسنده: "لا تسبوا مضر ولا ربيعة؛ فإنهما كانا مؤمنين"، وكلا الحديثين بين مرتبتي الحسن والضعف. - المصنف. الزهري: كتاب الطبقات الكبير، ج ١، ص ٤٠؛ السهيلي: الروض الأنف، ج ١، ص ٣٠؛ وقد رواه البلاذري عن رَوْح بن عَبْدِ المُؤْمِنِ، عَنْ مَحْبُوبٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ البصري، بلفظ: "لا تَسُبُّوا مُضَرَ وَرَبِيعَةَ، فَإنَّهُمَا قَدْ أَسْلَمَا". وفي رواية أخرى عنده: "لا تَسُبُّوا مُضَرَ، فَإِنَّهُ كان مسلمًا". البلاذري: أنساب الأشراف، ج ١، ص ٣١.
(٢) مع أن الطبري ذكر أن بختنصر هزم عدنانًا بذات عرق، وأنه سار في بلاد العرب حتى بلغ حضور أو حضوراء باليمن، ومع ذكره أن النبيَّيْن برخيا وإرمياء من بني إسرائيل حملا معد بن عدنان إلى حران حمايةً له من الملك البابلي، إلا أنه لَم يذكر أن بختنصر حمل عدنانًا مع إرمياء إلى بابل. الطبري: تاريخ الرسل والملوك، ج ١، ص ٥٥٩ - ٥٦٠. ولَم يذكر ابن كثير ذلك أيضًا عند الكلام على فتك بختنصر بالعرب في زمن معد بن عدنان. البداية والنهاية، ج ٣، ص ٢٥١.
(٣) قال ابن حجر في شرح ما جاء من حديث في نسبة اليمن إلى إسماعيل: "وحكى أبو الفرج الأصبهاني عن دغفل النسابة أنه ساق بين عدنان وإسماعيل سبعةً وثلاثين أبًا فذكرها، وهي مغايرة للمذكور قبل". العسقلاني: فتح الباري، "كتاب المناقب"، ج ٢، ص ١٦١٠.
(٤) البيت هو الأخير من قصيدة "صحا القلب عن سلمى" التي مدح فيها زهيرُ بن أبي سلمى سنانَ بن أبي حارثة النمري، وهي من بحر الطويل. وقد جاء قبله الأبياتُ الستة الآتية التي يبرز فيها الشاعر خصال ممدوحيه:
وَفِيهِمْ مَقَامَاتٌ، حِسَانٌ وُجُوهُهُمْ ... وَأَنْدِيَةٌ، يَنْتَابُها الْقوْلُ وَالْفِعْلُ =

<<  <  ج: ص:  >  >>