للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا انفتح بابُ الفضل لم يبق إلا رفعُ الدرجات، فلِلَّه الاختيار في إكرامهم بأحسن ما يُكرَم به صالحو المؤمنين. فإذا كان الله قد أكرم مَنْ نصر رسولَ الله وأيده - وهم أهل بدر - فقال: "اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم"، (١) أفلا يُكْرِم مَنْ كان سببًا في ظهور رسوله وهم آباؤه وأمهاته؟ فإن كلَّ الأسباب الخاصة بالرسول مظاهرُ لعناية الله تعالى به، وكلُّها من عند الله، {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: ١٧]، ولقد قال الله لرسوله: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (٥)} [الضحى: ٥].


(١) جزء من حديث طويل من خبر حاطب بن أبي بلتعة عند فتح مكة. صحيح البخاري، "كتاب الجهاد والسير"، الحديث ٣٠٠٧، ص ٤٩٦ - ٤٩٧؛ "كتاب المغازي"، الحديث ٤٢٩٤، ص ٧٢٣؛ صحيح مسلم، "كتاب فضائل الصحابة"، الحديث ٢٤٩٤، ص ٩٧٢؛ سنن الترمذي، "كتاب تفسير القرآن"، الحديث ٣٣٠٥، ص ٧٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>