للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي "أعلام النبوة" أن نزارًا كان في زمن يستاسب ملك الفرس رهينةً عن عرب مكة، على عادة الأمم يومئذ في إعطائهم أشراف قومهم رهائن عند الملوك الغالبين، وأن الملك يستاسب لقبه نزارًا، وتفسيره باللغة القديمة الفهلوية: "يا مهزول"؛ لأنه كان نَحيفًا. وكان معد أيضًا قد بقيَ مدةً رهينة عند بختنصر ملك بابل، بعد أن حارب بلاد العرب، وما رجع معد إلى قومه إلا بعد هلاك بختنصر. (١)

وأمُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آمنةُ بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، فزهرة أخو قصي جد النبي - صلى الله عليه وسلم -. وليس لأبوي رسول الله ولدٌ سوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رمز رباني مشير إلى معنى فَذَاذَتِه. (٢)

وتُوفِّيَ أبوه عبد الله في مدة الحمل به، على المشهور الصحيح. (٣) وكانت وفاتُه في يثرب عند أخواله بني النجار؛ مرض في رحلته إلى يثرب، وكانت أمُّ عبد المطلب من بني النجار، وهي سلمى بنت عمرو النجارية. وتوفيت آمنة ابنة وهب وعمره ستُّ سنين، توفيت بموضع يقال له الأبواء بين مكة ويثرب. وكانت قدمت يثرب مع عبد المطلب وأمِّ أيْمن حاضنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزيارة أخوال عبد المطلب من بني النجار، وقبرها بالأبواء. وثبت في الصحيح أن رسول الله زار قبر أمه بالأبواء في


(١) قيل كان عمر نزار حين الخروج به إلى بابل اثنتى عشرة سنة. - المصنف. انظر في ذلك: الماوردي، أبو الحسن علي بن محمد: أعلام النبوة، ضبط نصه وعلق عليه خالد عبد الرحمن العك (بيروت: دار النفائس، ط ١، ١٤١٤/ ١٩٩٤)، ص ٢٧٣ - ٢٧٤؛ الطبري: تاريخ الرسل والملوك، ج ٢، ص ٢٧١) وذكر الطبري أن الذي أعاد معدًّا إلى قومه - حسب بعض النسابة - نبيان من أنبياء بني إسرائيل هما إرميا وبرخيا). وقد ذكر السهيلي في تسميته نزارًا سببًا آخر غير ما ذكره الماوردي. الروض الأنف، ج ١، ص ٣٠. وانظر كذلك النويري: نهاية الأرب، ج ١٦، ص ٨؛ العسقلاني: فتح الباري، "كتاب المناقب"، ج ٢، ص ١٦١٠.
(٢) وانظر في سياقة نسب الرسول عليه من ناحيتي آبائه وأمهاته: البيهقي: دلائل النبوة، ج ١، ص ١٧٩ - ١٨٤.
(٣) الزهري: كتاب الطبقات الكبير، ج ١، ص ٨٠؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء: السيرة النبوية، ج ١، ص ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>