(٢) أخرج ابن قتيبة تحت ترجمة بعنوان "ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث" "أنه (أي النبي - صلى الله عليه وسلم -) كان بينما في حجر أبي طالب، فكان يُقرَّبُ إلى الصبيان تصبيحهم فيختلسون ويكف، ويصبح الصبيان غُمصًا، ويصبح صقِلًا دهينا". وذكره الزمخشري وابن الأثير بلفظ "يتيمًا" بدل "بينما"، والراجح أن مرجع الاختلاف سهو وقع من محقق كتاب ابن قتيبة. ولم أعثر على تخريج لهذا الأثر. ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم: غريب الحديث، تحقيق عبد الله الجبوري (بغداد: مطبعة العاني، ط ١، ١٣٩٧/ ١٩٧٧) ج ١، ص ٣٨١؛ الزمخشري: أساس البلاغة، ج ١، ص ٥٣٣؛ ابن الأثير: النهاية، ج ٣، ص ٤٨٨ (نشرة الطناحي وزميله) وج ٣، ص ٥ (نشرة العلمية). ومعنى تصبيحهم: غداؤهم. والغَمَص والرَّمَص واحد، وهو ما يجتمع من وسخ في موق العين، فإن كان رطبًا أو سائلاً فهو غمص، وإن جمد فهو رمص. (٣) لم أعثر على هذا الكلام المنسوب لأم أيمن فيما أمكنني مراجعته من مصادر السيرة والحديث. ولكن ذكر المقريزي قريبًا منه حيث قال: "وكان أبو طالب يقرب إلى الصبيان تصبيحهم أول البكرة فيجلسون وينهبون، ويكف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده لا ينهب معهم. فلما رأى أبو طالب ذلك عزل له طعامه على حدة. وكان - صلى الله عليه وسلم - يصبح في أكثر أيامه فيأتي زمزم فيشرب منه شربة، فرُبما عُرض عليه الغداء فيقول: "لا أريده، أنا شبعان". "المقريزي، تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد: إمتاع الأسماع بما للنبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، تحقيق محمد عبد الحميد النميسي (بيرت: دار الكتب العلمية، ط ١، ١٤٢٠/ ١٩٩٩)، ج ١، ص ١٤.