(٢) وتمام كلام النضر ولفظه: "يا معشر قريش، إنه والله قد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد، قد كان محمدٌ فيكم غلامًا حدثًا، أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثًا، وأعظمكم أمانة. حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيبَ وجاءكم بما جاءكم به قلتم: ساحر، لا والله ما هو بساحر، لقد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم، وقلتم: كاهن لا والله ما هو بكاهن، قد رأينا الكهنة وتخالجهم وسمعنا سجعهم، وقلتم: شاعر، لا والله ما هو بشاعر قد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها: هزجه ورجزه، وقلتم: مجنون لا والله ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ولا تخليطه. يا معشر قريش، فانظروا في شأنكم، فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم". ابن هشام: السيرة النبوية، ج ١/ ١، ص ٢٣٩. وقد كان النضر - كما قال ابن إسحاق - "من شياطين قريش، وممن يؤذي رسولَ الله، وينصب له العداوة. وكان قد قدم الحيرةَ وتعلم بها أحاديثَ ملوك الفرس وأحاديثَ رستم واسبنديار، فكان إذا جلس رسولُ الله مجلسًا فذكَّر فيه بالله، وحذر قومه ما أصاب مَنْ قبلهم من الأمم من نقمة الله، خلفه في مجلسه إذا قام، ثم قال: أنا والله يا معشرَ قريش أحسنُ حديثًا منه، فهلم إلي. . ." (وكذلك ص ٢٨٢).