للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمد والقصر) وهي الاحتباء باليدين، وربما جعلت اليدان تحت الإبطين وهي جلسة الأعراب والمتواضعين.

وقد وُصِف جلوسُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرفصاء في حديث قيلة بنت مخرمة رضي الله عنها وقد تقدم آنفًا، وربما اتكأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مجلسه في المسجد. وفي الصحيح عن أبي بكرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ " - ثلاثًا - قلنا: بلى يا رسول الله، قال: "الإشراك بالله وعقوق الوالدين"، وكان متكئًا فجلس فقال: "ألا وقول الزور. . ." إلخ. (١) وفي حديث جابر بن سَمُرة - رضي الله عنه -: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متكئًا على وسادة على يساره"، (٢) وربما اتكأ على يمينه. وفي حديث جابر بن سَمُرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلس متربعًا. (٣) ويُؤخذ ذلك من حديث جبريل في الإيمان والإسلام من صحيح مسلم. (٤) وقد تُجعل له وسادة، روى


(١) صحيح البخاري، "كتاب الأدب"، الحديث ٥٩٧٦، ص ١٠٤٦ - ١٠٤٧، والحديث الذي يليه (٥٩٧٧)، وقد خرجه كذلك في "كتاب الشهادات"، الحديث ٢٦٥٣، ص ٤٣٠؛ صحيح مسلم، "كتاب الإيمان"، الحديثان ٨٧ - ٨٨، ص ٥٣.
(٢) سنن الترمذي، "كتاب الأدب"، الحديثان ٢٧٧٠ - ٢٧٧١، ص ٦٤٩؛ سُنَنُ أبي دَاوُد، "كتاب اللباس"، الحديث ٤١٤٣، ص ٦٥٠.
(٣) سُنَنُ أبي دَاوُد، "كتاب الأدب"، الحديث ٤٨٥٠، ص ٧٦١.
(٤) عن عبد الله بن عمر عن عمر بن الخطاب قال: "بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم، إذ طلع علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثياب، شديدُ سواد الشعر، لا يُرى عليه أثرُ السفر، ولا يعرفُه منا أحد، حتى جلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد! أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتقيم الصلاة، وتؤتِيَ الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا". قال: صدقت. قال فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال: فأخبرني عن الإيمان. قال: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر. وتؤمن بالقدر خيره وشره""، قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: "أن تعبد الله كأنك تراه. فإن لم تكن تراه، فإنه يراك". قال: فأخبرني عن الساعة. قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل"، قال: فأخبرني عن أمارتها. قال: "أن تلد الأمة ربتها. وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان". قال: ثم انطلق، فلبثت مليًّا، =

<<  <  ج: ص:  >  >>