للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اخترقت دعوةُ الإسلام أفكارَ الحضارة العالمية بطرق شتى:

١ - منها تناقل الأخبار.

٢ - ومنها الجوار، ومنها الدعوة بالكتب النبوية إلى ملوك الأمم المشهورة مثل الفرس والروم، والحَبَش والقبط، وملوك أطراف بلاد العرب في العراق والشام والبحرين وحضرموت.

٣ - ومنها هجرةُ المسلمين الأولين إلى بلاد الحَبَشة، ومنها الفتوحُ الإسلامية في بلاد الفُرس، والروم، والجلالقة (إسبانيا)، والإفرنج، والصقالبة، والبربر، والهند، والصين.

قد كانت سيادةُ العالم حين ظهور الدعوة المحمدية منحصرةً في مملكتين: الفرس والروم. فأما المملكة الفارسية فقد أوهنتها الحروبُ المادية بين الفرس والروم في زمن سابور الثاني وأبناء قسطنطين الروماني، وأعقبت تلك الحروب تنازعًا مستمرًّا بين قوّاد الجيوش الفارسية إلى أن صار المُلك إلى أبرويز بن بهرام الذي أخذ يجدد ملك الدولة الفارسية، وهو الذي كان ملكه في وقت البعثة، وكتَبَ إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - كتابه المشهور مع عبد الله بن حذافة السهمي. (١)

وأما المملكة الرومانيّة فقد بلغت من الاختلال في الشرق والغرب أوائل القرن السادس مبلغًا أشرف بها على الفوضى بتنازع قوّاد الجيوش السلطة، ولم تأخذ في تدارك صلاح أحوالها إلَّا في زمن هِرَقل (هيراكليوس). وقد كان ملكه في عصر البعثة، وهو الذي جرى بينه وبين أبي سفيان المحاورةُ في شأن الإسلام كما تقدم، وهو الذي كتَبَ إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - كتابَه المشهور مع دحية الكلبي. (٢)


(١) انظر نص الكتاب المذكور مع جريدة بمصادره في: حميد الله: مجموعة الوثائق السياسية، ص ١٣٩ - ١٤٢.
(٢) انظر الكتابَ المذكور وكتبًا أخرى وجوابها مع جريدة بمصادره في المرجع السابق، ص ١٠٧ - ١١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>