(٢) انظر حكاية الأقوال في معنى الآية وخاصة ما ذهب إليه ابن عباس ومجاهد والربيع وابن فورك وغيرهم من القول بعطف عبارة "والراسخون" على اسم الجلالة في: القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، ج ٥، ص ٢٦ - ٢٩. وأحمد القرطبي هو أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي (٥٧٨ - ٦٥٦ هـ) صاحب كتاب الشرح على صحيح مسلم المسمى "المفهم لم أشكل من تلخيص كتاب مسلم". وعلى عكس ما ذكر المصنف متابعة - فيما يبدو - لما حكاه صاحب الجامع لأحكام القرآن، فإن أحمد القرطبي قد مال إلى رأي من قال بالوقف والاستئناف في الآية دون العطف، حيث قال: "وقيل: والراسخون معطوف على الله تعالى، حُكي عن علي وابن عباس، والأول (يعني كون قوله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} "جملة ابتدائية مستأنفة") أليق وأسلم". القرطبي: المفهم، ج ٦، ص ٦٩٦ - ٦٩٧. وقبل القرطبيين (مفسر القرآن وشارح الحديث) قال ابن عطية: "واختلف العلماء في قوله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} فرأت فرقة أن رفع {وَالرَّاسِخُونَ} هو بالعطف على اسم الله عز وجل، وأنهم داخلون في علم المتشابه في كتاب الله، وأنهم مع علمهم به {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} الآية. قال بهذا القول ابن عباس، وقال: أنا ممن يعلم تأويله. وقال مجاهد: والراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا به. وقاله الربيع ومحمد بن جعفر بن الزبير". =