للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنواع النفسي والسلبي، (١) وصفات المعاني والصفات المعنوية، فإنه من وسائل تنزيه الله وتوحيده، ولذلك لم يصف علماءُ السلف علماءَ الكلام فيما أتوا به بأنهم مبتدعة.

وكرجوع عدد صلاة التراويح في رمضان إلى أصل التنفل بالليل؛ لأن تعيينَ وقت أو عدد أو مقارن للعبادة ليس بدعة مذمومة، ولذلك قال عمر في صلاة التراويح: "نعمت البدعة هذه". (٢) وكرجوع تحريم النبيذ إلى أصل تحريم الخمر.

أم (٣) كان رجوعَ المماثلِ في الوصف إلى مُمَاثله، ذلك الوصفُ الذي هو موجِب إثباتِ حكمٍ شرعي من الأحكام الخمسة له، كرجوع الأرز إلى القمح والشعير في وصف الاقتيات والادخار الموجب تحريمَ ربا النسيئة من الأصناف الأربعة، فيحكم بتحريمه أيضًا في الأرز. (٤)


(١) يقسم المتأخرون من الأشاعرة والماتريدية الصفات الإلهية إلى أربعة أقسام، وهي الصفات النفسية، والصفات السلبية، وصفات المعاني، والصفات المعنوية. فالصفات النفسية هي الوجود والبقاء والقدم ومخالفة الحوادث والقيام بالذات، والوجوب، وتوصف بالصفات القدسية. وصفات المعاني سبع، وهي العلم والحياة والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام. أما الصفات المعنوية فهي مشتقة من صفات المعاني، وهي كونه تعالى عالِمًا، حيًّا، قديرًا، مريدًا، متكلمًا، سميعًا، بصيرًا. والصفات السلبية هي كل صفة مدلولها عدمُ أمرٍ لا يليق بالله سبحانه. انظر في ذلك مثلًا: النابلسي، عبد الغني بن إسماعيل: رائحة الجنة شرح إضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة (وهو شرح على أرجوزة شهاب الدين أحمد المقري) ويليه فيض الشعاع للصنعاني، نشرة بعناية أحمد فريد المزيدي (بيروت: دار الكتب العلمية، بدون تاريخ)، ص ٤٥ - ٨٧؛ البوطي، محمد سعيد رمضان: كبرى اليقينيات الكونية: وجود الخالق ووظيفة المخلوق (بيروت: دار الفكر المعاصر/ دمشق: دار الفكر، ١٤١٧/ ١٩٩٧)، ص ١١١ - ١٧٥.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) تفريع على قوله "فأما الراجع إلى مماثل مشروع" في الصفحة السابقة.
(٤) الأصناف الأربعة هي البُرُّ والشعير والتمر والملح التي جاء ذكرُها في حديثي عبادة بن الصامت وعمر بن الخطاب. فأما حديث عبادة فهو أنه قال: "إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن بيع الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبُر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، إلا سواءً بسواء، عينًا بعين، فمن زاد أو ازداد فقد أربَى". صحيح مسلم، "كتاب المساقة"، الحديث ١٥٨٧، ص ٦١٥ - ٦١٦. وهذا الحديث هو الأصل في تحريم ربا البيوع، تفاضلًا كان أو =

<<  <  ج: ص:  >  >>