للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعياض، وهو قولُ الحنفية والشافعية. (١)

ولَمْ تزل رغبةُ المسلمين متوفرةً في سماع القرآن بأحسن وجوه آدابه، لا سيما إذا كان القارئ من ذوي الأصوات الحسنة. وقد كان معظمُ الناس لا يجد إلى استقراء هؤلاء سبيلًا لاستدعاء ذلك كلفةً مالية، فإذ قد يسّر الله للناس ما كان عسيرَ الحصول بما ألهم إليه صاحبَ الاختراع الذي استعان بآثار مصنوعات الله، فليحمدوا الله على ذلك.


= القيروانيين الذين ذكرهم المصنف، فأولهم أبو جعفر موسى بن معاوية الصمادحي، كان عمدة فقهاء إفريقية في زمنه، توفي سنة ٢٢٥/ ٨٣٩. وابن الرشيد وهو أبو زكرياء محمد بن رشيد، عالم قائد عابد، كان رفيق سحنون في رحلته إلى المشرق. توفي سنة ٢٢١/ ٨٣٥. أما ابن اللباد فهو أبو بكر محمد بن محمد بن وشاح القيرواني، الحافظ المبرز والفقيه الصالح. توفي سنة ٣٣٣/ ٩٤٤. وابن التبان هو أبو عبد الله محمد بن إسحاق، إمام ففهاء القيروان في عصره. توفي سنة ٣٧١/ ٩٨١.
(١) انظر في هذه المسألة مثلًا: ابن رشد: المقدمات الممهدات، ج ٣، "كتاب الجامع"، ص ٤٦٣؛ ابن العربي: المسالك، ج ٣، ص ٣٧٣ - ٣٧٨؛ اليحصبي: الاستذكار ضمن موسوعة شروح الموطأ، ج ٧، ص ١٧ - ١٨ (وقد خص عياض مسألة قراءة القرآن بما في ذلك قراءته بالتنغيم والتطريب بمصنف مستقل سماه "كتاب البيان عن تلاوة القرآن")؛ النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف: التبيان في آداب حملة القرآن، تحقيق محمد الحجار (بيروت: دار ابن حزم، ط ٤، ١٤١٧/ ١٩٩٦)، ص ١٠٩ - ١١٤؛ البرزلي: جامع مسائل الأحكام، ج ١، ح ٣٩٨. وأصلُ هذه المسألة ما أورده البخاري معلقًا وأخرجه عبد الرزاق والبيهقي وأحمد وغيرهم عن البراء بن عازب أن - عليه السلام - قال: "زينوا القرآن بأصواتكم"، وفي رواية: "زينوا أصواتكم بالقرآن". صحيح البخاري، "كتاب التوحيد"، ص ١٣٠٢؛ الصنعاني: المصنف، "كتاب الصلاة"، الحديثان ٤١٧٥ - ٤١٧٦، ج ٢، ص ٤٨٤ - ٤٨٥؛ البيهقي: السنن الكبرى, "كتاب الصلاة"، الحديث ٢٤٢٧، ج ٢، ص ٧٨ و"كتاب الشهادات"، الحديث ٢١٠٤٤، ج ١٠، ص ٣٨٧؛ المسند، الأحاديث ١٨٤٩٤، ١٨٥١٦، ١٨٦١٦، ١٨٧٠٤، ١٨٧٠٩، ج ٣٠، ص ٤٧٩، ٤٥١، ٥٨٠، ٦٣٢ - ٦٣٣، ٦٣٦. كما أخرج عبد الرزاق عن عائشة وعبد الله بن بريدة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما سمع صوت أبي موسى الأشعري وهو يقرأ القرآن فقال: "لقد أُوتي أبو موسى (أو هذا) مزمارًا من مزامير آل داود". المصنّف، "كتاب الصلاة"، الحديثان ٤١٧٧ - ٤١٧٨، ج ٢، ص ٤٨٥. وكذلك أخرج البخاري عن أبي هريرة أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" ("كتاب التوحيد"، الحديث ٧٥٢٧، ص ١٢٩٩). وهناك روايات أخرى في المعنى نفسه. وانظر لمزيد مناقشة وتحقيق لهذه المسألة: أبو زهرة، محمد: "التغني بالقرآن"، مجلة كنوز الفرقان (كان يصدرها الاتحاد العام لجماعة القراء بمصر)، العدد ٨، السنة ١، شعبان ١٣٦٨/ يونية ١٩٤٩، ص ١٨ - ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>