للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (٤)} [الأحزاب: ٤]. وفي الحديث الصحيح قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه، فالجنة حرام عليه"، (١) وقال: "لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فقد كفر"، (٢) وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامَكم" رواه الترمذي (٣) (واتفق أهلُ السنة على أن قوله: "فالجنة عليه حرام" وقوله: "فقد كفر" مؤَوَّل لقصد التغليظ). ولمراعاة هذا المقصد، اتفق فقهاء الأمصار على اعتبار الأحوال النادرة في إلحاق النسب، كما أشار إليه القرافي في الفرقين ١٧٥ و ٢٣٩. (٤)

واختلفوا فيما اشتدت ندرته، وقد توسع الحنفي في ذلك، كما في مسألة لحاق ولد المشرقي بالمغربية مع تعذر التقاء الزوجين، وكما في مسألة زوجة المجبوب إذا جاءت بولد بعد أن فرق القاضي بينهما بسنتين فما دونهما أن الولد يلحق بالزوج المجبوب. (٥)


(١) صحيح البخاري في "باب غزوة الطائف" وصحيح مسلم في كتاب الإيمان، وانظر فتح الباري ١٥/ ٥٧ والرواية الواردة: "فهو كفر". - المصنف.
(٢) صحيح البخاري، "كتاب الفرائض"، الحديث ٦٧٦٨، ص ١١٦٧؛ صحيح مسلم، "كتاب الإيمان"، الحديث ١١٣، ص ٤٧. وفيه لفظ: "فهو كفر" بدل "فقد كفر". وأما بهذا اللفظ فقد أخرجه المتقي الهندي في "كنز العمال". - المحقق.
(٣) وتمام لفظه عن أبي هُرَيرَةَ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تعلَّموا من أنسابكُمْ ما تصِلُونَ بهِ أرحامكُمْ فإنَّ صلةَ الرَّحمِ محبَّةٌ في الأهلِ مثراةٌ في المالِ منسأةٌ في الأثر". سنن الترمذي، "البرِّ والصلةِ عن رَسُولِ الله البرِّ والصلةِ عن رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -"، الحديث ١٩٧٩، ص ٤٨٢. قال الترمذي: "هذا حديثٌ غريبٌ مِن هَذا الوَجْه، ومعنى قوله: "منسأةٌ في الأثرِ"، يعني بهِ الزِّيادةَ في العُمرِ". - المحقق.
(٤) القرافي: كتاب الفروق، ج ٣، ص ١٠٠٢، وج ٤، ص ١٢٦٣. - المحقق.
(٥) الدر المختار شرح تنوير الأبصار حاشية ابن عابدين رد المحتار، مطبعة بولاق بمصر ١٢٨٦، ص ٩١٨ جزء ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>