للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا من مالك بن أنس فقيه المدينة فإنه قال: "هؤلاء الدجاجلة". (١)

٧ - وقد يلتحق بهذه الأنحاء نَحْوٌ سابع يرجع إلى مجرد الذوق في اختيار التعبير، أو اختيار المناسبة والترتيب، مما يَخترع له الإمامُ ما انفرد به ولم يُسبق إليه، مثل اختراع "كتاب الجامع" في ختام الموطأ للمعاني المفردة التي لم يتأتَّ له جمعُها في كتاب، فجمعها أشتاتًا في "كتاب الجامع". وهو اختراعٌ له نَبَّه إليه أبو بكر ابن العربي في "القبس". ومن ذلك الجوامع التي ختم بها كتبًا من الموطأ بجمع المسائل المفردة التي تفصَّل على تراجم مثل "جامع الصيام" و"جامع الحج" و"جامع الطلاق" و"جامع بيع الثمار" و"جامع الطعام" و"جامع البيوع" و"جامع ما جاء في القرار" و"جامع القضاء" و"جامع العقول".

فمن هذه الأنحاء السبعة تكونت للموطأ قيمتُه ذات الأثر في وضع المصطلح الخاص بالفقه المالكي، المخالف في كثير من تفاصيله لمصطلح المأخوذ في المذاهب الأخرى. وكذلك اتجه المذهب المالكي، بعد تدوين الموطأ، يوسع هذا المصطلح ويقننه بما اقتضاه التوجيهُ الآتي من سير المخترعات التي وضعها الإمام مالك في تدوينه، فأخذ لغة الموطأ قبل فقهه وعلمه مأخذَ الشيء البديع النفيس. وأقبل علماءُ اللغة يتتبعون ألفاظه، ويشرحون غريبه.


(١) السيوطي: المزهر، ج ١، ص ٢٤٢. و"كتاب ليس في كلام العرب" من تصنيف الحسين بن أحمد بن خالويه، المتوفَّى سنة ٣٧٠. ولم أجد الكلام المنسوب إليه في النشرة التي حققها أحمد عبد الغفور عطار والصادرة في طبعتها الثانية بمكة المكرمة سنة ١٣٩٩/ ١٩٧٩ بدون ذكر لاسم الناشر مع قراءة الكتاب أكثر من مرة ومراجعة فهرس الأعلام الذي لا وجود فيه لاسم مالك بن أنس. وهذا يؤيد ما قاله صاحب المقال بأنه "لا يوجد في النسخ التي بين أيدينا". على أن مصحح كتاب "المزهر" ذكر في الحاشية ما يأتي: "وعبارته (يعني ابن خالويه): قال أبو عمر (كذا): الدجال: المموِّه، يقال: دجلت السيف: موهته وطليته بماء الذهب. قال: وليس أحد جمعه إلا مالك بن أنس، قال: هؤلاء الدجاجلة"، محيلًا على ص ٤١ من "كتاب ليس"، ولكن دون أي ذكر لاسم محقق الكتاب، ولا لاسم ناشره، ولمكان نشره وتاريخه! - المحقق.

<<  <  ج: ص:  >  >>