للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة نمام (١) » متفق عليه. وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أنبئكم ما العضه؟ هي النميمة القالة بين الناس (٢) » رواه مسلم. والنميمة من الأسباب التي توجب عذاب القبر لما روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال: «إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى. كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة (٣) » متفق عليه. وإنما حرمت الغيبة والنميمة لما فيهما من السعي بالإفساد بين الناس وإيجاد الشقاق والفوضى وإيقاد نار العداوة والغل والحسد والنفاق وإزالة كل مودة وإماتة كل محبة بالتفريق والخصام والتنافر بين الأخوة المتصافين، ولما فيهما أيضا من الكذب والغدر والخيانة والخديعة وكيل التهم جزافا للأبرياء وإرخاء العنان للسب والشتائم وذكر القبائح، ولأنهما من عناوين الجبن والدناءة والضعف، هذا إضافة إلى أن أصحابهما يتحملون ذنوبا كثيرة تجر إلى غضب الله وسخطه وأليم عقابه.

٣ - ومما يجب اجتنابه والبعد عنه الخصلة الذميمة ألا وهي الحسد، وهي أن يتمنى الإنسان زوال النعمة عن أخيه في الله سبحانه سواء أكانت نعمة دين أو دنيا. وهذا اعتراض على ما قضاه الله وقسمه بين عباده وتفضل به عليهم، وظلم من الحاسد لنفسه فينقص إيمانه بذلك ويجلب المصائب والهموم لنفسه ويفتك بها فتكا ذريعا. قال الله سبحانه وتعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (٤) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا تناجشوا ولا يبع


(١) صحيح البخاري الأدب (٦٠٥٦) ، صحيح مسلم الإيمان (١٠٥) ، سنن الترمذي البر والصلة (٢٠٢٦) ، سنن أبو داود الأدب (٤٨٧١) ، مسند أحمد بن حنبل (٥/٣٩١) .
(٢) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٦٠٦) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٤٣٧) .
(٣) صحيح البخاري الوضوء (٢١٦) ، صحيح مسلم الطهارة (٢٩٢) ، سنن الترمذي الطهارة (٧٠) ، سنن النسائي الجنائز (٢٠٦٨) ، سنن أبو داود الطهارة (٢٠) ، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (٣٤٧) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٢٢٥) ، سنن الدارمي الطهارة (٧٣٩) .
(٤) سورة النساء الآية ٥٤

<<  <  ج: ص:  >  >>