للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكن في سورة العصر نص على ذلك، فقال: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (١) وهذا من إيمانك ومن عملك الصالح أن تتواصى مع إخوانك بالحق والصبر، فالطلبة يتواصون فيما بينهم بالصبر على الحق، فكل واحد ينصح لأخيه، في مذاكراتهم وفي اجتماعهم ليس هناك غل ولا حقد، ولا حسد، يجتمعون ويتذاكرون في الدروس وفي العلم، ويبحثون، عن إخلاص لله ومحبة لله وتعظيم لله، ورغبة في الحق، ثم من كان عنده علم أفاد به أخاه الطالب الآخر وأحب أن يزيده خيرا في مباحثاته ومذاكراته.

وإذا أتوا إلى الأستاذ أتوا بأدب، ورغبة في العلم، وإخلاص وصدق، وسألوه عما أشكل، وأقبلوا على الدرس واعتنوا به قبله وبعده، مع العناية بسؤال الأستاذ عما أشكل بأدب وعن نية صالحة في طلب الحق ومعرفته.

ومن أسباب ذلك أيضا: العناية بالمتون وأعظمها القرآن الكريم، والحرص على حفظه وتدبر معانيه، والإكثار من تلاوته، وهو كتاب الله، وهو حبل الله المتين، وهو الأصل الأصيل، هو أعظم أصل وأعظم كتاب وأشرف كتاب، فالعناية به تكون أهم عناية، تدبرا وتعقلا وعملا.


(١) سورة العصر الآية ٣

<<  <  ج: ص:  >  >>