للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علم، فضلوا وأضلوا (١) » خرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.

وبذا يعلم أهل العلم والإيمان عظم الخطر، وسوء العاقبة، إذا فقد علماء الحق، أو تركوا الميدان لغيرهم.

ولا يخفى أن العالم سواء كان قاضيا أو غيره إذا اجتهد فأصاب، فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد، كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا خطر عليه مع الصدق والإخلاص والتحري للحق، وإنما الخوف والخطر العظيم على من يتهجم على القضاء أو الفتوى بالجهل، أو يقضي بالجور، كما في حديث بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة، فأما الذي في الجنة، فرجل عرف الحق وقضى به، ورجل عرف الحق فجار فهو في النار، ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار (٢) » أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه الحاكم.


(١) صحيح البخاري العلم (١٠٠) ، صحيح مسلم العلم (٢٦٧٣) ، سنن الترمذي العلم (٢٦٥٢) ، سنن ابن ماجه المقدمة (٥٢) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/١٦٢) ، سنن الدارمي المقدمة (٢٣٩) .
(٢) أخرجه أبو داود برقم (٣١٠٢) كتاب الأقضية، باب في القاضي يخطئ والترمذي برقم (١٢٤٤) كتاب الأحكام، باب ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في القاضي، وابن ماجه برقم (٢٣٠٦) كتاب الأحكام، باب الحاكم يجتهد فيصيب الحق.

<<  <  ج: ص:  >  >>