للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس من الشرك إذا كان قصدك وجه الله والدار الآخرة، ولم ترد رياء الناس، ولا حمدهم، ولا ثناءهم، وإنما أردت بذلك أن شفعهم وأن تتزود من العلم والفقه في الدين. وإنما يكون ذلك شركا أصغر إذا فعلت ذلك رياء للناس، وطلبا لثنائهم، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر فسئل عنه، فقال: الرياء (١) » «يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الناس إليه (٢) » «يقول الله سبحانه يوم القيامة للمرائين: "اذهبوا إلى من كنتم تراءون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم من جزاء (٣) » . فالرياء أن تعمل العمل وتقصد الناس أن يشاهدوك ويثنوا عليك ويمدحوك، ومن ذلك السمعة، كأن تقرأ ليثنوا عليك ويقولوا: إنه جيد القراءة ويحسن القراءة أو تكثر من ذكر الله ليثنوا عليك ويقولوا: يكثر من الذكر، أو تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر لتمدح ويثنى عليك، وهذا هو الرياء، وهو الشرك الأصغر. فالواجب الحذر من ذلك، وأن تعمل أعمالك لله وحده، لا لأجل مراءاة الناس وحمدهم وثنائهم، ولكنك تتعلم لتعمل وتعلم إخوانك وتصلي بهم وترجو


(١) رواه أحمد في باقي مسند الأنصار (٢٢٥٢٣ و ٢٢٥٢٨) .
(٢) رواه ابن ماجه في الزهد برقم (٤١٩٤) .
(٣) رواه أحمد في باقي مسند الأنصار برقم (٢٢٥٢٣ و ٢٢٥٢٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>