للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينزهوه عن كل ما لا يليق به سبحانه وتعالى، وأن يشهدوا له بأنه سبحانه له الأسماء الحسنى والصفات العلا، وأنه كامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وأنه مستحق لأن يعبد دون كل ما سواه، فهو المالك لكل شيء، وهو القادر على كل شيء، وهو الخلاق العليم الذي خلق الخلق من عدم وغذاهم بالنعم، وخلق الثقلين ليعبدوه، وأرسل إليهم الرسل، وأنزل الكتب فضلا منه وإحسانا، ثم قال: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (١) فقد سبق في علمه أن أمة بني آدم، وهكذا الجن ينقسمون إلى كافر ومؤمن لحكمة بالغة، فهذا يعصي ويكفر ويتعدى الحدود، وهذا يطيعه ويتبع شريعته وينقاد لأمره والله بما تعملون بصير: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} (٢) خلق السماوات والأرض بالحق، ما خلقها عبثا ولا سدى، بل خلقها لحكمة عظيمة، وصوركم فأحسن صوركم، صوركم عقلاء تمشون على أقدامكم، ما جعلكم كالبهائم تمشون على أربع، جعلكم تمشون على قدمين رافعي الرءوس مستقيمي البدن، وجعل لكم


(١) سورة التغابن الآية ٢
(٢) سورة التغابن الآية ٣

<<  <  ج: ص:  >  >>