للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الوجه العينين والأنف والفم واللسان، وجعلكم تنطقون وتعبرون عن حاجاتكم لا كالبهائم، هذه من نعمه العظيمة وإليه المصير، فهو خلقكم في هذه الدار وصوركم وأحسن صوركم، وعلمكم وأرسل الرسل، وأنزل الكتب لحكمة بالغة، لتعبدوه وتعظموه وتستقيموا على أمره، وتنتهوا عن نهيه سبحانه وتعالى.

فالواجب على العاقل المكلف التنبه لهذا الأمر، وأن يعد العدة للقاء ربه، فهو لم يخلق عبثا، قال تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} (١) يعني مهملا معطلا لا يؤمر ولا ينهى، كلا بل خلق لأمر عظيم، وأمر بأمر عظيم، وأرسلت له الرسل وأنزلت الكتب، حتى يعلم حق الله وحق عباده، وحتى يؤدي ما عليه من حق لله ولعباده، فهو لن يهمل، قال سبحانه منكرا على من ظن ذلك: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} (٢) {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} (٣) سبحانه وتعالى أن يكون خلقهم عبثا، بل خلقوا لأمر عظيم، خلق هذان الثقلان لأمر عظيم الجن والإنس: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (٤)


(١) سورة القيامة الآية ٣٦
(٢) سورة المؤمنون الآية ١١٥
(٣) سورة المؤمنون الآية ١١٦
(٤) سورة الذاريات الآية ٥٦

<<  <  ج: ص:  >  >>