للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو أحسن القصص وأصدق القصص، وهو أحسن الحديث: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} (١) يعني: يشبه بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا فقد نبأنا عمن مضى من الأمم، نبأنا عن آدم وما جرى عليه مع إبليس عدو الله، وما حصل له من الكرامة بإسجاد الملائكة، وأن الله خلقه ونفخ فيه من روحه، وأخبرنا عما أصاب غيره من الأمم، كما أصاب قوم هود وقوم صالح وقوم نوح وقوم شعيب، وقوم لوط وفرعون وقومه؛ لذلك أخبرنا لماذا؟ للعبر لنعتبر، ولقد ذاقوا وبال أمرهم، ذاقوا شر أمرهم، ولهم عذاب أليم، يعني: ذلك الذي فعلوه من الضر ذاقوا وباله في الدنيا قبل الآخرة، وعذاب الآخرة أكبر: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ} (٢) أي خبر من قبلكم: {فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٣) {ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا} (٤) هذه حالهم لما كفروا وعاندوا أصابهم العقاب المعجل فأصابهم ما أصابهم


(١) سورة الزمر الآية ٢٣
(٢) سورة التغابن الآية ٥
(٣) سورة التغابن الآية ٥
(٤) سورة التغابن الآية ٦

<<  <  ج: ص:  >  >>