للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه خافية جل وعلا، إنه عليم بذات الصدور سبحانه وتعالى.

فيا أخي إذا كنت تؤمن بهذا فإياك أن تضمر ما يضر إخوانك أو يضرك، فاحرص على أن تكون سريرتك طيبة تحب الله ورسوله، وتحب إخوانك المؤمنين، وتنصح لله ولعباده، لا تضمر سوءا لنفسك، بل حاسب نفسك وجاهدها لله، والله يعلم ما تسرون وما تعلنون، يعلم السر وأخفى، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور سبحانه وتعالى.

فالواجب على العاقل من ذكر وأنثى أن يحذر كوامن هذه النفوس وما تسره من خبث وشر، وأن يحذرها ما حذره الله منه، وأن يضمر الخير لنفسه، وأن يكون حريصا على طاعة الله ورسوله وعلى نفع عباده، وعلى النصح لهم، وعلى إيصال الخير إليهم، وعلى دفع الشر عنهم هكذا المؤمن، وهو يعلم السر وأخفى، ثم يقول جل وعلا: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا} (١) ألم تأتكم الأخبار عن الماضين وما جرى عليهم لما غيروا أو بدلوا، وما أصابهم من العقوبات، قد جاءتكم الأنباء الواضحة في القرآن أصدق الكلام: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} (٢) فيقول سبحانه: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} (٣)


(١) سورة التغابن الآية ٥
(٢) سورة النساء الآية ١٢٢
(٣) سورة يوسف الآية ٣

<<  <  ج: ص:  >  >>