للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عرف الحق من الباطل، والهدى من الضلال وصار كالبصير بين العميان، يرى الأشياء على ما هي عليه، فهي نور جعلها الله للعباد يعرفون بها ما يرضيه وما يسخطه، وما أعده لأوليائه وما أعده لأعدائه، وما سيقع يوم القيامة، نور كما قال جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ} (١) فالإيمان بالله والرسول والإيمان بالكتاب المنزل هو القرآن، وفيه أمر بطاعة الله ورسوله فلا بد من هذا النور، لا بد من الإيمان بهذا النور والأخذ به والتفقه من هذا النور، وهو: ما أنزل من كتابه وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، حتى تعرف مواضع الرضا والغضب، وتعرف الشرائع التي شرعها الله والأوامر، وحتى تعرف الأشياء التي نهى عنها، فبالأوامر وامتثالها تحصل النجاة، وبترك النواهي والمعاصي كذلك، هذا هو النور أن تكون على بصيرة وبينة تعرف هذا وهذا، تعرف الأوامر فتأتي بها وتؤديها، وتعرف النواهي فتحذرها وتجتنبها، فهذا هو المقصود مع الإيمان والتصديق بذلك، هذا هو


(١) سورة النساء الآية ١٣٦

<<  <  ج: ص:  >  >>