للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله، ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم: «فر من المجذوم فرارك من الأسد (١) » وذلك لأن المخالطة له قد تسبب انتقال المرض منه إلى غيره، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم «أنه أكل مع مجذوم وقال: كل بسم الله ثقة بالله (٢) » ليبين صلى الله عليه وسلم أن انتقال الجذام من المريض إلى الصحيح إنما يكون بإذن الله، وليس هو شيئا لازما.

والخلاصة: أن الأحاديث في هذا الباب تدل على أنه لا عدوى على ما يعتقده الجاهليون من كون الأمراض تعدي بطبعها، وإنما الأمر بيد الله سبحانه. إن شاء انتقل الداء من المريض إلى الصحيح وإن شاء سبحانه لم يقع ذلك. ولكن المسلمين مأمورون بأخذ الأسباب النافعة، وترك ما قد يفضي إلى الشر.

أما قوله صلى الله عليه وسلم: «ولا طيرة (٣) » فالمعنى إبطال ما يعتقده أهل الجاهلية من التطير بالمرئيات والمسموعات مما يكرهون وتردهم عن حاجتهم فأبطلها النبي صلى الله عليه وسلم،


(١) أخرجه الإمام أحمد في باب مسند المكثرين برقم ٩٣٤٥.
(٢) أخرجه الترمذي في كتاب الأطعمة، باب ما جاء في الأكل مع المجذوم، برقم ١٧٣٩، وأبو داود في كتاب الطب، باب في الطيرة، برقم ٣٤٢٤، وابن ماجه في كتاب الطب، باب الجذام، برقم ٣٥٣٢.
(٣) صحيح البخاري الطب (٥٧٥٤) ، صحيح مسلم السلام (٢٢٢٣) ، سنن ابن ماجه الطب (٣٥٣٦) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٢٦٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>