للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسنى ومثل: «من صام عرفة كفر الله به السنة التي قبلها والسنة التي بعدها (١) » «والصوم يوم عاشوراء يكفر السنة التي قبله (٢) » وأشبه ذلك كله من باب الترغيب في طاعة الله عز وجل، وأن هذا من أسباب المغفرة مع توافر الأسباب الأخرى التي لا تمنع المغفرة، فإذا تعاطى المؤمن أسباب المغفرة، وليس هناك موانع من إصراره على الكبائر أثرت أثرها، وإذا كان موانع صار ذلك من أسباب عدم المغفرة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر (٣) » وفي لفظ: «ما لم تؤت الكبائر (٤) » ، ولهذا ذهب جمهور أهل العلم -أي أكثر أهل العلم- إلى أن هذه الأحاديث التي جاءت في فضل كذا، وفضل كذا، فضل الصلاة، وأنها تكفر الذنوب أو الوضوء أو صوم عرفة، أو صوم يوم عاشوراء أو إحصاء أسماء الله الحسنى أو ما أشبه ذلك، كل ذلك مقيد باجتناب الكبائر، بالاستقامة على ما أوجب الله وترك الكبائر، وأن هذه الفضائل وهذه الأعمال من أسباب المغفرة مع الأسباب الأخرى التي شرعها الله عز وجل، ومع السلامة من الموانع التي تمنع المغفرة، وذلك هو الإصرار على


(١) صحيح مسلم الصيام (١١٦٢) ، سنن أبو داود الصوم (٢٤٢٥) ، مسند أحمد بن حنبل (٥/٣٠٨) .
(٢) صحيح مسلم الصيام (١١٦٢) ، سنن أبو داود الصوم (٢٤٢٥) ، مسند أحمد بن حنبل (٥/٣٠٨) .
(٣) صحيح مسلم الطهارة (٢٣٣) ، سنن الترمذي الصلاة (٢١٤) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٠٨٦) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٤٠٠) .
(٤) صحيح مسلم الطهارة (٢٣٣) ، سنن الترمذي الصلاة (٢١٤) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٠٨٦) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٤٠٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>