ويعلم كل مؤمن عظم شان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنه أصل عظيم يترتب عليه بتوفيق الله صلاح الأمة ونجاتها، حتى عده بعض أهل العلم من أركان الإسلام، وقال: إنه الركن الثامن من أركان الإسلام، وذكر الأركان الخمسة وذكر الركن السادس الجهاد في سبيل الله، ثم ذكر الركن السابع والثامن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركن ... أي ركنان والحقيقة أنهما ركن واحد.
ودعا سماحته: المحتسب إلى النشاط والقوة وحسن الظن بالله وألا تحمله كثرة الشر على اليأس والضعف والتكاسل، ولكن شمروا واصبروا وصابروا وابشروا بالخير وأحسنوا ظنكم بربكم يقول تعالى في الحديث القدسي: «أنا عند حسن ظن عبدي بي (١) » .
وحث سماحته الآمر والناهي على التفقه في الدين والتعلم والعناية بالقرآن العظيم والتشبث به حتى يكون على بينة وحذر من أضرار الجهل به، قال بعضهم: لا يبلغ الجاهل، فالجاهل قد
(١) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى ويحذركم الله نفسه برقم ٧٤٠٥، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة، باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى برقم ٢٦٧٥.