للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسمى جميع أعمال الدين إيمانا ومن جملتها الشهادتان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، سمي ذلك إيمانا في قوله: «فأفضلها قول لا إله إلا الله (١) » مع الشهادة أن محمدا رسول الله؛ لأن هاتين الشهادتين لا تغني إحداهما عن الأخرى، ولا تنفك إحداهما عن الأخرى بل لا بد منهما جميعا، فلا إسلام ولا إيمان إلا بهما جميعا، وجعل جميع ما شرعه الله إيمانا؟ فدل ذلك على أن الإيمان يطلق على ما يكون في القلب، وعلى ما تقوم به الجوارح، وعلى ما ينطق به اللسان مما شرعه الله ورسوله، وكذلك سمى إماطة الأذى عن الطريق إيمانا وهي من أعمال الجوارح، وسمى الحياء إيمانا وهو من أعمال القلب.

فدل ذلك على أن ما يقوم به الإنسان مما شرعه الله، وأن تصديقه بما أخبر به الله ورسوله، كله يسمى إيمانا، كما أن أعماله الشرعية من صلاة وصوم وحج، وزكاة وجهاد وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، كله يسمى إيمانا، وهكذا أقواله من قراءة أو من أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر، وأذكار ودعائه الله عز وجل، كل ذلك يسمى إيمانا، فالإيمان الحق هو الذي


(١) صحيح مسلم الإيمان (٣٥) ، سنن الترمذي الإيمان (٢٦١٤) ، سنن أبي داود السنة (٤٦٧٦) ، سنن ابن ماجه المقدمة (٥٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>