للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو يتصدق للرياء، فهذا شرك أصغر؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الأصغر " فسئل عنه فقال: " الرياء (١) » . وهكذا لو قال: ما شاء الله وشاء فلان - بالواو - أو: لولا الله وفلان، أو: هذا من الله وفلان؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله وحده ثم شاء فلان (٢) » . ولما «قال رجل: يا رسول الله ما شاء الله وشئت، قال: " أجعلتني لله ندا؟ ما شاء الله وحده (٣) » .

وقد يكون الشرك الأصغر شركا أكبر إذا اعتقد صاحبه أن من حلف بغير الله أو قال: ما شاء الله وشاء فلان، فإن له التصرف في الكون، أو أن له إرادة تخرج عن إرادة الله وعن مشيئته سبحانه، أو أن له قدرة يضر وينفع من دون الله، أو اعتقد أنه


(١) أخرجه أحمد في باقي مسند الأنصار، باب حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه، برقم ٢٣١١٩.
(٢) أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب: لا يقال: خبثت نفسي، برقم ٤٩٨٠، وأحمد في باقي مسند المكثرين، حديث حذيفة بن اليمان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - برقم ٢٢٧٥٤.
(٣) أخرجه أحمد في مسند بني هاشم، مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، إلا أنه قال '' عدلا '' بدل '' ندا '' برقم ١٨٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>