للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه صفة المؤمنين والمؤمنات، وهذه أخلاقهم، بعضهم أولياء بعض لا حقد ولا حسد، ولا غش ولا خيانة ولا تنابز بالألقاب ولا لمز، ولا غير ذلك مما يؤذي ومما يسبب الشحناء والعداوة والفرقة، بل هم أولياء يتحابون في الله، ويتناصحون ويتواصون بكل خير. ولذلك يأمرون بالمعروف ويتناهون عن المنكر فيما بينهم، هكذا المؤمنون والمؤمنات.

وبهذا تصلح مجتمعاتهم، وتستقيم أحوالهم، ثم مع هذا يقيمون الصلاة كما شرعها الله بالطمأنينة، وبالخشوع والإقبال عليها، والمحافظة عليها في أوقاتها، وأداء ما يلزم فيها من شروط وأركان وواجبات، أي أن تقام كما شرع الله، يؤدونها كما شرع الله في كل وقت.

ويؤتون الزكاة، ويعطونها إلى المستحقين لها كما أمر الله، ثم قال: {وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (١) من صفات أهل الإيمان ذكورا وإناثا طاعة الله ورسوله في جميع الأمور.

وهذه أسباب السعادة، وهذه سبل النجاة، هذا ما أوصيكم به ونفسي: تقوى الله جل وعلا، والقيام بهذه الأمور وتدبرها وتعقلها، كما أوصيكن بكتاب الله القرآن الكريم، بتدبره وتعقله، والإكثار من تلاوته والعمل بما فيه، وهو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، كتاب الله الذي قال فيه سبحانه: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (٢) وقال فيه عز وجل: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (٣) وقال فيه تبارك وتعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} (٤) فأوصيكن


(١) سورة التوبة الآية ٧١
(٢) سورة الإسراء الآية ٩
(٣) سورة النحل الآية ٨٩
(٤) سورة ص الآية ٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>