وأنتم أيها الإخوة العلماء المجاهدون الأفغان تعلمون أن المسلمين قد نفروا للجهاد معكم من مختلف البلدان، وهم على مذاهب مختلفة فمنهم الحنفي ومنهم المالكي ومنهم الشافعي ومنهم الحنبلي، وأنتم وفقنا الله وإياكم أولى من يبين للعامة ذلك ويحذرهم من خطر الوقوع في حبائل كيد الكافرين بما يشيعونه بين العامة من أن المجاهدين من العرب خاصة جاءوا لهدم المذهب الحنفي، وأنتم تدركون أن هذا من دس الكافرين للتفريق بين المسلمين وبذر الفتنة بينهم، ولا يخفاكم أن أتباع الأئمة المجتهدين لم يكونوا يفسقون من يخالفهم فضلا عن أن يكفروه، ولم يكونوا يروا اتباع إمام غير إمامهم منكرا تجب محاربته، وهذه هي عقيدة علماء المسلمين جميعا، وواجبكم أيها الإخوة أن تحولوا دون وقوع الفتن بين المسلمين، وذلك ببيان الحق وتبصير العامة ودرء المفسدة والاعتصام بالكتاب والسنة، وبيان أن أتباع الأئمة الأربعة كلهم إخوة في الله يصلي بعضهم خلف بعض ويعرف له حقه وفضله، وإن اختلفوا في بعض المسائل الفرعية، وأتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كلهم من الحنابلة ويعترفون بفضل الأئمة الأربعة ويعتبرون أتباع المذاهب الأربعة إخوة لهم في الله، فأرجو إيضاح هذا الأمر للناس حتى لا ينجح العدو فيما أراده من التفرقة بين المجاهدين الأفغان وإخوانهم من العرب وغيرهم من أتباع الأئمة الثلاثة (مالك والشافعي وأحمد) رحمهم الله.
سدد الله رأيكم، وبارك في جهودكم ونصر بكم الحق، وجعلنا وإياكم من الهداة المهتدين الناصرين لدين الله، والذائدين عن شريعته والدعاة إليه على بصيرة إنه ولي ذلك والقادر عليه.