للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخليله وأمينه على وحيه وصفوته من خلقه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين. أما بعد.

فإني أشكر الله عز وجل على ما من به من هذا اللقاء المبارك بإخوان لنا في الدين من حجاج بيت الله الحرام وغيرهم، ونسأله سبحانه أن يجعله اجتماعا مباركا نافعا للمسلمين معينا على طاعة الله عز وجل ومعينا على كفاح الدعوات الهدامة والأفكار المنحرفة. كما أشكره سبحانه على ما من به من شرعيته سبحانه حج بيته الحرام الذي يتضمن لقاء المسلمين من أقطار الدنيا {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} (١) وليعبدوه وحده ويخصوه بأنواع القربات ويرفعوا حوائجهم إليه سبحانه عند بيته العتيق وفي المشاعر المقدسة ويقفوا بين يديه ينادونه بعرفات، وفي المشعر الحرام ليغفر لهم ويقبل حجهم ويعتقهم وليطوفوا ببيته العتيق وبين الصفا والمروة يرجون رحمته ويخافون عذابه متأسين برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.

وقد جاءوا من كل فج عميق ليؤدوا هذا الواجب العظيم وليستفيدوا من


(١) سورة الحج الآية ٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>