للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المناسبة ووصف العلاج المناسب لعلاج هذه الأدواء ومكافحة هذه الشرور وهذه الأفكار والمذاهب الخبيثة لعلهم يوفقون وينجحون. ومتى صدقوا في التعاون ومتى أخلصوا لله العمل ومتى تكاتفوا جادين مخلصين فإن الله ينصرهم ويعينهم ويكفيهم شر أعدائهم، وهو القائل سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (١) وهو القائل عز وجل: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (٢) {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (٣) وهو القائل عز وجل: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (٤) وهو القائل سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} (٥)

فهذا كله يبين لنا أن المسلمين إذا تكاتفوا وتعاونوا وصدقوا فإن الله عز وجل قد وعدهم النصر ووعدهم حسن العاقبة.

فعلينا معشر الدعاة إلى الله ومعشر العلماء ومعشر المسلمين جميعا في كل مكان أن لا نيأس وأن نحسن ظننا بمولانا جل وعلا، وأن نرجوه حسن العاقبة والتوفيق في أعمالنا وجهودنا لكن بعد أن نبذل الوسع وبعد أن نصدق فيما بيننا وبين الله وفيما بيننا وبين أنفسنا. ونتخذ الوسائل التي شرعها الله لنا في الدعوة إلى الله ومكافحة أعدائه بالأسلحة التي يستعملونها، وبما هو خير منها: ثقافية واقتصادية واجتماعية


(١) سورة محمد الآية ٧
(٢) سورة الحج الآية ٤٠
(٣) سورة الحج الآية ٤١
(٤) سورة الروم الآية ٤٧
(٥) سورة النور الآية ٥٥

<<  <  ج: ص:  >  >>