للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنكر ولا يداهنون بل كل منهم يأمر أخاه بالمعروف وينهاه عن المنكر بالكلام الطيب والأسلوب الحسن.

ثم قال سبحانه: {وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (١) هكذا المؤمنون الصادقون والمؤمنات الصادقات، هذا شأنهم، يستقيمون على دين الله، ويتباعدون عن محارم الله، ويقفون عند حدود الله، ويرشدون الناس إلى الخير، وينصحونهم بعبارات حسنة وأسلوب جيد، مع الإخلاص لله، والصبر والمصابرة.

وهكذا المؤمن يسعى في أمور دنياه لا يكون كلا على الناس، يكتسب الكسب الحلال، ويبيع ويشتري، ويفعل كل ما يصلح أمر دنياه، فيتخذ المزرعة كما كان الأنصار رضي الله عنهم، ويبيع ويشتري، كما كان المهاجرون رضي الله عنهم، لا يكون عالة على الآخرين، يسألهم ويشق عليهم، بل يجتهد في أن يغنيه الله عن الناس، يتعاطى الأسباب المشروعة والكسب الحلال، ويجتهد في طلب الرزق بالطرق المباحة والشرعية. من بيع وشراء، وزراعة، وحرفة أخرى مباحة؛ كالحدادة والنجارة والخرازة والخياطة، أو يشتغل عند الناس في مزارعهم وفي بنائهم وفي غير ذلك من الأعمال المباحة، فيستخدم هذا الجسم الذي أنعم الله عليه به في طاعة الله ورسوله، وفي كسب الحلال الذي يغنيه الله به عن الناس، ويشرع له أن يتعاطى الأدوية المباحة التي يعينه الله بها على بقاء صحته وسلامة جوارحه.

والخلاصة: أن المشروع للمسلم أن يفعل الأسباب المباحة التي تنفعه في دنياه وأخراه، وفي صحة بدنه، وفي كسب الحلال وترك الحرام، وفي الاستغناء عن الناس؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير (٢) » . ثم قال صلى الله عليه وسلم: «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن فإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان (٣) » رواه الإمام مسلم في صحيحه.


(١) سورة التوبة الآية ٧١
(٢) صحيح مسلم القدر (٢٦٦٤) ، سنن ابن ماجه المقدمة (٧٩) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٣٧٠) .
(٣) صحيح مسلم القدر (٢٦٦٤) ، سنن ابن ماجه المقدمة (٧٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>