للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال صلى الله عليه وسلم: «ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده (١) » رواه البخاري في الصحيح «وسئل صلى الله عليه وسلم: أي الكسب أطيب؟ قال عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور (٢) » أخرجه البزار وصححه الحاكم.

فأنت يا عبد الله اجتهد في طلب الرزق واكتسب الحلال واستغن عن الحاجة إلى الناس وسؤالهم، وعليك بالكسب الحلال الطيب البعيد عن الغش والخيانة والكذب، واكتسب المباح بالصدق وأداء الأمانة، سواء كان ذلك في بيع وشراء أو تجارة أو حدادة أو خرازة أو كتابة أو بناء أو غير ذلك من الأعمال المباحة، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما (٣) » متفق على صحته.

أسأل الله بأسمائه الحسنى أن يوفقنا وإياكم وسائر المسلمين لما يرضيه، وأن يرزق الجميع الاستقامة على الحق، وأن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وأن يصلح أحوال المسلمين جميعا في كل مكان، وأن يولي عليهم خيارهم، وأن يوفق ولاة أمر المسلمين لكل ما فيه رضاه ولكل ما فيه صلاح العباد والبلاد، وأن يعينهم على كل خير، وأن يصلح لهم البطانة، ويجعلهم هداة مهتدين، صالحين مصلحين، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباده، وإلزام الشعوب بها، وأن يعيذهم من نزغات الشيطان ومضلات الفتن، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وأن يوفق المسلمين في كل مكان للفقه في الدين، والاستقامة عليه، والتعاون على البر والتقوى، وأن يعيننا وإياكم على كل ما فيه رضاه، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.


(١) صحيح البخاري البيوع (٢٠٧٢) .
(٢) مسند أحمد بن حنبل (٤/١٤١) .
(٣) صحيح البخاري البيوع (٢٠٧٩) ، صحيح مسلم البيوع (١٥٣٢) ، سنن الترمذي البيوع (١٢٤٦) ، سنن النسائي البيوع (٤٤٦٤) ، سنن أبو داود البيوع (٣٤٥٩) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/٤٠٢) ، سنن الدارمي البيوع (٢٥٤٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>