للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذه العبادة وهذا الإسلام كلاهما يسمى إيمانا لأنهما إيمان بالله ورسوله وتصديق بما أخبر الله به ورسوله وتصديق بأوامر الله وتصديق بما نهى عنه، فهو إيمان، ويسمى هدى لأن الله يهدي به من الضلالة ويرشد به إلى أسباب السعادة فهو هدى لمن التزم به واستقام عليه واهتدى به إلى الحق والصواب وسلم من البلاء والشر والفساد كما قال جل وعلا: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} (١) هذا هو الهدى هو دين الله وهو الإسلام وهو التقوى وهو الإيمان سماه الله إسلاما وإيمانا وسماه الله تقوى كلها أسماء حق وكلها معانيها واضحة فهو هدى من الله يهدي به من يشاء لأداء حقه وترك معصيته وتنفيذ أوامره وترك نواهيه قال تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} (٢) وقال سبحانه في الفاتحة أعظم سورة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (٣) وقال في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (٤)

فدين الله هدى، هدى من الضلالة وهدى من كل سوء وهدى إلى الخيرات وهدى إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال وهدى إلى كل ما يرضي الله سبحانه وتعالى ويقرب لديه وهدى إلى كل ما يباعد عن غضب الله وعقابه وهو أيضا يسمى برا قال تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى} (٥) قال تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} (٦) وقال تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (٧) الآية فهو بر لما


(١) سورة النجم الآية ٢٣
(٢) سورة النجم الآية ٢٣
(٣) سورة الفاتحة الآية ٦
(٤) سورة الشورى الآية ٥٢
(٥) سورة البقرة الآية ١٨٩
(٦) سورة الانفطار الآية ١٣
(٧) سورة البقرة الآية ١٧٧

<<  <  ج: ص:  >  >>