للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لها وهي توحيد الله، وطاعة أوامره، وترك نواهيه، هذه هي العبادة التي خلقنا لها جميعا، توحيد الله عز وجل بأفعالنا وبجميع عباداتنا من قول وعمل واعتقاد وطاعة الأوامر وترك النواهي، أما معنى قوله سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (١) فالمعنى: يطيعوني بإخلاص العبادة له وحده، وبفعل الأوامر وترك النواهي والوقوف عند الحدود.

والدعاة إلى الله وعلماء الحق هم خلفاء الرسل، وهم الورثة للرسل في الدعوة إلى الخير، وبيان طريق السعادة ليسلك، وبيان طريق الشقاء والهلاك ليجتنب ويحذر، وعنوان كلمتي هذه كما سبق هو: (حكمة الداعي وأدب المدعو) وهذا العنوان اختارته التوعية ووافقت عليه؛ لأن الحكمة من الداعي إلى الله لها شأن عظيم، فالداعي يتحرى في دعوته الكلمات المناسبة والأوقات المناسبة، والأسلوب المناسب، حتى يكون ذلك أقرب إلى النجاح، ومن أسماء الله جل وعلا الحكيم العليم لأنه سبحانه يضع الأمور مواضعها عن علم: {إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} (٢) ، {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} (٣) وهو يعلم الأشياء على ما هي عليه ويضع أفعاله وأحكامه على ما هو اللائق به سبحانه والمناسب لمنفعة العباد وصلاحهم، فهو الحكيم العليم في قوله وعمله في أمره ونهيه في كل ما يقول ويفعل سبحانه وتعالى.


(١) سورة الذاريات الآية ٥٦
(٢) سورة الأنعام الآية ٨٣
(٣) سورة النساء الآية ١١

<<  <  ج: ص:  >  >>