للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهم أشد الناس بلاء وهم القدوة الحسنة في كل شيء.

والواجب على الدعاة إلى الله من الخطباء وغيرهم وعلى الأمراء والحكام الصبر في ذلك مع القيام بالواجب قولا وعملا، والبدء بالأهم فالأهم والعناية بما يحتاجه الناس في دينهم ودنياهم، والتحذير مما انتشر بينهم من المنكرات والدعوة إلى تركها والتحذير منها ومن إشاعة الفاحشة بين الناس لقول الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} (١) الآية من سورة النور.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة (٢) » رواه الإمام مسلم في صحيحه. وإنما المطلوب النهي عن وجودها والتحذير من اقترافها، والحث على التوبة إلى الله منها، والحث على فعل الأوامر والمسارعة إليها، وإذا كان المؤمن يعلم من إنسان أنه وقع في شيء مما حرم الله فإنه ينصحه بينه وبينه، ويقول للناس كلاما عاما، وينصح الناس ويبين لهم ما حرم الله عليهم.

والداعي إلى الله خطيبا كان أو واعظا أو محاضرا أو آمرا بالمعروف أو ناهيا عن المنكر - عليه أن يتحرى في دعوته وأمره ونهيه ما يحقق المطلوب ويزيل المكروه وما يدعو إلى الخير ويبعد عن الشر، ومن المعلوم أن إنكار المنكر على مراتب أربع:

الأولى: أن يزول المنكر بالطرق الشرعية، فهذا يجب الإسراع في إنكاره بالطرق الشرعية.


(١) سورة النور الآية ١٩
(٢) صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (٢٦٩٩) ، سنن الترمذي القراءات (٢٩٤٥) ، سنن أبو داود الأدب (٤٩٤٦) ، سنن ابن ماجه الحدود (٢٥٤٤) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٢٥٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>