للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدعاة إلى إنكاره، ويدعو المجتمع إلى تركه والحذر منه كالربا وشرب المسكر والغيبة والنميمة والاختلاط بين الرجال والنساء وسماع الأغاني والملاهي إلى غيرها من المنكرات الموجودة بين الناس، ومن ذلك أيضا التثاقل عن الصلاة في الجماعة وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم وإيذاء الجار وغير ذلك مما نهى الله عنه سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم.

وأما ما يقع من بعض الدعاة في بعض الدول من الإنكار باليد فليس من الحكمة، وإنما الحكمة أن يتصل بالرؤساء والمسئولين ويتفاهم معهم ويدعوهم إلى الله عز وجل حتى يقوموا هم بإزالة المنكر، وحتى ينتشر الدعاة في المجتمع ويقوموا بالنصيحة والتوجيه فلا تتعرض لهم الدولة بالحبس والإيذاء والتنكيل بل تكون عونا لهم في نشر الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن. . ويبقى الدعاة على نشاطهم وقوتهم في الدعوة إلى الله عز وجل.

أما أن يغتال فلانا أو يضرب فلانا ويشتم فلانا - فهذا يسبب مشاكل كثيرة وفتنا كبيرة ويخالف قوله سبحانه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (١) الآية من سورة النحل. وقول الله سبحانه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (٢) الآية من سورة آل عمران. فعلى الداعي إلى الله سبحانه أن يسلك الطريق الذي سلكه


(١) سورة النحل الآية ١٢٥
(٢) سورة آل عمران الآية ١٥٩

<<  <  ج: ص:  >  >>