للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَالْعَصْرِ} (١) {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} (٢) {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (٣)

هؤلاء هم الصالحون، وهم السعداء والبقية خاسرون. فجميع العباد من جن وإنس لا نجاة لهم، ولا سعادة إلا بدين الله تعالى، والعمل الصالح وأداء فرائض الله، وترك نواهيه، والتواصي بالحق والتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالصبر، ومن ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنه من التواصي بالحق. وعلى الإنسان أن يعرف قدر هذه النعمة التي خلق لها، فهي نعمة عظيمة، بل هي أعظم نعمة، وأكبر نعمة، وهي نعمة الإسلام.

فكون العبد قد هداه الله للإسلام فهي أكبر نعمة أسبغها الله عليه، فيجب أن يعرف فضل هذه النعمة، وأن يشكر الله عليها كما قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} (٤) وفضل الله هو الإسلام ورحمته أن جعلك من أهله، ثم إن من فضل الله ورحمته أن ولي أمر هذه البلاد حكومة إسلامية ترعى أمر الدين والدنيا، وأمر الأمن، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحكيم شريعة الله، وتنهى عما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم.

ولا شك أن هذه من نعم الله العظيمة، وهذا الأمر بحمد الله هو الأصل الذي درجت عليه هذه الدولة وأسلافها، ودرج عليه علماء المسلمين في هذه البلاد منذ عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب


(١) سورة العصر الآية ١
(٢) سورة العصر الآية ٢
(٣) سورة العصر الآية ٣
(٤) سورة يونس الآية ٥٨

<<  <  ج: ص:  >  >>