للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال سبحانه: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} (١) وقال عز وجل في كتابه العظيم: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} (٢)

فالأمور كلها قد سبق بها علم الله وقضاؤه سبحانه وتعالى، وكل مسير وميسر لما خلق له، كما قال سبحانه: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} (٣) وقال سبحانه: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} (٤) {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} (٥) {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} (٦) {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى} (٧) {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} (٨) {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} (٩) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء (١٠) » أخرجه مسلم في صحيحه.

ومن أصول الإيمان الستة: الإيمان بالقدر خيره وشره، فالإنسان ميسر ومسير من هذه الحيثية لما خلق له على ما مضى من قدر الله، لا يخرج عن قدر الله، كما قال سبحانه: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} (١١) وهو مخير أيضا من جهة ما أعطاه الله من العقل والإرادة والمشيئة، فكل إنسان له عقل إلا أن يسلب كالمجانين، ولكن الأصل هو العقل، فمن كان عنده العقل فهو مخير يستطيع أن يعمل الخير والشر، قال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} (١٢) {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (١٣) وقال جل وعلا: {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} (١٤)


(١) سورة الحديد الآية ٢٢
(٢) سورة التغابن الآية ١١
(٣) سورة يونس الآية ٢٢
(٤) سورة الليل الآية ٥
(٥) سورة الليل الآية ٦
(٦) سورة الليل الآية ٧
(٧) سورة الليل الآية ٨
(٨) سورة الليل الآية ٩
(٩) سورة الليل الآية ١٠
(١٠) صحيح مسلم القدر (٢٦٥٣) ، سنن الترمذي القدر (٢١٥٦) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/١٦٩) .
(١١) سورة يونس الآية ٢٢
(١٢) سورة التكوير الآية ٢٨
(١٣) سورة التكوير الآية ٢٩
(١٤) سورة الأنفال الآية ٦٧

<<  <  ج: ص:  >  >>