للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفائدة الكبيرة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه (١) » ، وفيه إرشادك إلى أسباب النجاة، وتعرف الأعمال الطيبة حتى تعمل بها، وتعرف الأعمال الرديئة حتى تحذرها، تعرف صفات المؤمنين والأخيار حتى تأخذ بها، وتعرف صفات الأشرار حتى تحذرها، هذه من أعظم فوائد القرآن، تعرف أخبار الماضين وما جرى عليهم من أسباب أعمالهم الخبيثة وتحذرها، وتعرف أخبار الماضين وما حصل لهم من الخير، أخبار المؤمنين وأخبار الرسل بأسباب أعمالهم الطيبة، فتحرص على أعمالهم الطيبة، واقرأ كتب الأذكار التي ألفها العلماء، وفيها الفائدة العظيمة، وقد جمعت رسالة صغيرة فيها بعض الأذكار والأدعية مفيدة أيضا توجد بين الإخوان، توزع من دار الإفتاء سميتها: (تحفة الأخيار فيما يتعلق بالأدعية والأذكار) ، مختصرة فيما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيما دل عليه القرآن العظيم.

فالمؤمن يعتني بالأذكار الشرعية، والدعوات الشرعية، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم: «من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة لم يضره سحر ولا سم (٢) » ، وفي رواية: «مما بين لابتيها (٣) » ، يعني: من جميع تمر المدينة، العجوة وغير العجوة، كما رواه مسلم في الصحيح، ويرجى أن ينفع الله بذلك التمر كله، لكن نص على المدينة؛ لفضل تمرها والخصوصية فيه، ويرجى: أن الله ينفع ببقية التمر إذا تصبح بسبع تمرات، وقد يكون صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك؛ لفضل خاص، ومعلم خاص لتمر المدينة لا يمنع من وجود تلك الفائدة من أنواع التمر الأخرى التي أشار إليها عليه الصلاة والسلام، وأظنه جاء في بعض الروايات: "من تمر" من غير قيد.


(١) صحيح مسلم بشرح النووي (٦\٧٨)
(٢) صحيح البخاري الطب (٥٧٦٨) ، صحيح مسلم الأشربة (٢٠٤٧) ، سنن أبو داود الطب (٣٨٧٥) ، مسند أحمد بن حنبل (١/١٨١) .
(٣) صحيح مسلم الأشربة (٢٠٤٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>