للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قصده إنكار السنة - فأقبل عليه عبد الله وسبه سبا سيئا، وقال: أقول: قال رسول الله، وتقول: والله لنمنعهن؟!

ورأى عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه بعض أقاربه يخذف بالحصى، فقال له: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخذف وقال: إنه لا يصيد صيدا ولا ينكأ عدوا (١) » ثم رآه في وقت آخر يخذف، فقال: أقول لك: إن رسول الله نهى عن هذا ثم تخذف؟! لا أكلمك أبدا.

فالصحابة رضي الله تعالى عنهم كانوا يعظمون هذا الأمر جدا، ويحذرون الناس من التساهل بالسنة أو الإعراض عنها أو الإنكار لها بأي رأي من الآراء أو اجتهاد من الاجتهادات، وهكذا علماء السنة بعدهم.

قال أبو حنيفة رحمه الله في هذا المعنى: إذا جاء الحديث عن رسول الله فعلى العين والرأس، وإذا جاء عن الصحابة فعلى العين والرأس، وإذا جاء عن التابعين فهم رجال ونحن رجال.

وقال مالك رضي الله عنه: ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر، يعني: رسول الله عليه الصلاة والسلام.

وقال أيضا: لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها: وهو اتباع الكتاب والسنة.

وقال الشافعي رحمه الله تعالى: إذا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا صحيحا ثم رأيتموني خالفته فاعلموا أن عقلي قد ذهب. وفي لفظ آخر قال: إذا جاء الحديث عن رسول الله وقولي يخالفه، فاضربوا بقولي الحائط.

وقال أحمد رضي الله عنه: لا تقلدوني ولا تقلدوا مالكا ولا الشافعي، وخذوا من حيث أخذنا.


(١) صحيح البخاري تفسير القرآن (٤٨٤٢) ، سنن النسائي القسامة (٤٨١٥) ، سنن أبو داود الأدب (٥٢٧٠) ، سنن ابن ماجه الصيد (٣٢٢٧) ، مسند أحمد بن حنبل (٥/٥٦) ، سنن الدارمي المقدمة (٤٤٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>