للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلام أهل العلم في هذا كثير، والأمر في ذلك واضح وجلي، وقد تكلم أهل العلم في هذا المقام كلاما كثيرا. كأبي العباس ابن تيمية، وابن القيم، وابن كثير رحمهم الله تعالى وغيرهم، وأوضحوا أن من أنكر السنة فقد ضل سواء السبيل.

ومن عظم آراء الرجال وقدمها على السنة فقد ضل وأخطأ، وأن الواجب عرض آراء الرجال مهما عظموا على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فما شهدا له بالقبول قبل وما لم يشهدا له بالقبول لم يقبل، والأصل في هذا: قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} (١) وقوله سبحانه: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} (٢) الآية.

وقد كتب الحافظ السيوطي رحمه الله رسالة سماها: (مفتاح الجنة في الاحتجاح بالسنة) ، وذكر في أولها: أن من أنكر السنة وزعم أنه لا يحتج بها فقد كفر بالإجماع، ونقل كثيرا من كلام السلف في ذلك.

فهذه مكانة السنة من الإسلام، وأنها الأصل الثاني من أصول الإسلام، وأنها حجة مستقلة قائمة بنفسها يجب الأخذ بها والرجوع إليها متى صح السند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك.

فنسأل الله تعالى التوفيق والسداد والاستقامة على ذلك، والعافية من كل ما يخالف شرعه، إنه ولي ذلك والقادر عليه. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.


(١) سورة النساء الآية ٥٩
(٢) سورة الشورى الآية ١٠

<<  <  ج: ص:  >  >>