للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحافظة على الصلوات الخمس وإقامتها كما شرع الله، وخص الوسطى بمزيد التأكيد، ولعل الحكمة في ذلك أنها تقع في آخر النهار بعد مباشرة الناس للأعمال، وربما كسلوا عنها أو ناموا عنها بسبب تعب العمل، فحثهم الله سبحانه على المحافظة عليها وحذرهم من إضاعتها وقال سبحانه: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} (١) والآيات في شأن الصلاة كثيرة.

وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر (٢) » أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن الأربع بإسناد صحيح وقال عليه الصلاة والسلام: «بين الرجل وبين الشرك والكفر: ترك الصلاة (٣) » أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.

وقال عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل رضي الله عنه: «من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها


(١) سورة العنكبوت الآية ٤٥
(٢) رواه الترمذي في الإيمان برقم ٢٥٤٥ والنسائي في الصلاة برقم ٤٥٩ وأحمد في باقي مسند الأنصار برقم ٢١٨٥٩.
(٣) رواه مسلم في الإيمان برقم ١١٧، وأحمد في باقي مسند المكثرين برقم ١٤٤٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>