للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالترغيب والترهيب، ثم الجدال بالتي هي أحسن: لإزالة الشبه وإيضاح الحق.

وبذلك يحصل المطلوب ويزول المرهوب بخلاف الشدة والغلظة، فإنه يترتب عليها شر عظيم، وعواقب وخيمة منها: عدم قبول الحق، ومنها: أنه قد يقع بذلك منكرات أخرى. قال الله جل وعلا: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (١) وقال الله عز وجل لموسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (٢)

فالواجب على الدعاة أن يسلكوا المسالك التي يرونها ناجحة مفيدة صالحة لإرشاد المدعوين وتوجيههم إلى الخير، ولا شك أن الحكمة في الدعوة والتبصر فيها من أهم المهمات، والدعوة إلى الله أحسن ما يبذله المسلم في نفع غيره، قال الله عز وجل: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا} (٣) وموسم الحج من أحسن مواضعها وأوقاتها، فالحج فرصة للدعاة إلى الله لينشروا فيه دعوة الحق، ويرشدوا فيه الخلق إلى ما خلقوا له من توحيد الله وطاعته، ويحذرهم عما نهى الله عنه من سائر الأخلاق والأعمال، فهي نعمة من الله عظيمة على من دعا إلى الله عز وجل ونعمة من الله عظيمة على المدعوين. فنسأل الله أن يجزي الداعين خيرا، وأن يثيبهم عن دعوتهم، وأن يزيدهم علما إلى علمهم، وخيرا إلى


(١) سورة آل عمران الآية ١٥٩
(٢) سورة طه الآية ٤٤
(٣) سورة فصلت الآية ٣٣

<<  <  ج: ص:  >  >>