خيرهم، وأن يجعلهم هداة مهتدين، وأن ينفع المدعوين بما سمعوا، وبما شاهدوا وأن يرزقهم البصيرة، والفقه في الدين، كما أسأله سبحانه أن يجزي ولاة أمرنا عما فعلوا وبذلوا من الخير، في إعانة الدعاة على أداء واجبهم، وفي إعانة الحجاج على أداء مناسكهم، نسأل الله أن يجزيهم على ذلك الجزاء الحسن، وأن يضاعف مثوبتهم، وأن يزيدهم من كل خير وأن يعينهم على إزالة كل شر.
وإن واجب العلماء النصيحة لله، ولعباده، والنصيحة لولاة الأمور بالمكاتبة والمشافهة للأمير، والرئيس، لكل ولي أمر من ملك، أو رئيس جمهورية، أو أمير ورئيس عشيرة، أو جماعة إلى غير ذلك، فكل من له رئاسة، وكل من له شيء يستطيع أن يتصرف فيه، هو جدير بأن ينصح ويوجه، حتى يبذل جهوده في من تحت يديه، هذا واجب العلماء أينما كانوا في مشارق الأرض ومغاربها وفي هذه الدولة، وفي هذه البقعة بصورة خاصة، وفي بقاع الدنيا عامة.
والواجب على العلماء أن يرشدوا الناس إلى توحيد الله وطاعته، ويتعاونوا مع ولاة الأمور بالحكمة، والأسلوب الحسن، والكلام الطيب، والنصيحة الطيبة وبالمشافهة والمكاتبة، واجتناب الألفاظ والوسائل التي قد تنفر من الحق، وقد تضر الدعوة، يجب على العلماء أينما كانوا أن يكونوا بصيرين في أمر الدعوة، وأن يتحروا الأسباب والوسائل التي يرجى من ورائها حصول المطلوب، وأن يحذروا كل سبب، وكل وسيلة يخشى من ورائها عدم حصول المطلوب، أو حصول ضده، هذا هو الواجب على الجميع.