للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنكر، وتعم كل من قام بالإصلاح، والدعوة إلى الله عز وجل، في درس أو مجلس، أو غير ذلك، وهكذا الأمر بالمعروف، إذا أطلق دخلت فيه الدعوة، كما في قوله جل وعلا: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (١) فالواجب على كل إنسان أن يبذل وسعه في تنفيذ الحق حسب طاقته، فالسلطان عليه واجبه الأعظم حسب طاقته، والأمير في القرية أو البلد أو القبيلة عليه تنفيذ الحق حسب طاقته بالفعل والقول جميعا، وكبير الأسرة وصاحب البيت عليه تنفيذ الحق بالقول وبالعمل حسب طاقته ومع أولاده وأهله، وهكذا كل إنسان عليه أن يعمل حسب طاقته، كما قال الله عز وجل {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (٢) وكما قال عليه الصلاة والسلام «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان (٣) » .

فمن كان يستطيع بيده مثل السلطان والأمير فيما حدد له، والهيئة فيما حدد لها، وصاحب البيت فيما يقدر عليه، نفذ الأمر بيده، ومن كان بصفة أخرى نفذ بالكلام والتوجيه والإرشاد وبالتي هي أحسن حتى يحصل الحق، وحتى يزول الباطل، وعليه أن يستمر ولا ييأس ويرجو ما عند


(١) سورة آل عمران الآية ١١٠
(٢) سورة التغابن الآية ١٦
(٣) رواه مسلم في الإيمان برقم ٧٠ واللفظ له، ورواه الترمذي في الفتن برقم ٢٠٩٨، والنسائي في الإيمان وشرائعه برقم ٤٩٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>