للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجرمون يلبسون بها على الناس ويسحرون أعينهم فيظن الناس أنهم قطعوا أيديهم أو قطعوا أرجلهم أو أصابعهم وليس هناك شيء من ذلك، كله كذب وكله سحر وكله بهرج، كما قال تعالى في قصة السحرة مع موسى: {فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} (١) فالساحر قد يسحر الناس حتى يروا الحبل حية ويروا العصا حية كما قال تعالى: {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} (٢) فالمقصود أن هذه الأعمال أعمال سحرية وشعوذة باطلة، والواجب إنكارها على أهلها، وعلى الحاكم منعهم من ذلك ومعاقبتهم بما يردعهم وأمثالهم وإذا كانت الحكومة إسلامية وجب عليها تنفيذ حكم الشرع فيهم حماية للمسلمين من شرورهم.

كما أن الاحتفال بأعياد الميلاد كمولد فلان وفلان كل ذلك لا أصل له وكله من البدع التي أحدثها الناس فليس في الإسلام أعياد لمولد فلان أو فلان وإنما فيها الأعياد الشرعية: عيد النحر وعيد الفطر ويوم عرفة وأيام منى هذه أعياد المسلمين بنص النبي صلى الله عليه وسلم، أما مولد النبي عليه الصلاة والسلام أو مولد الحسين أو مولد فلان وفلان فالاحتفال بها مما أحدثه الناس بعد القرون المفضلة وكلها من البدع، فالواجب على المسلمين ترك ذلك والتوبة منه والتعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والرجوع إلى ما شرعه الله، وشرعه رسوله عليه الصلاة والسلام فالخير كله في اتباع النبي عليه الصلاة والسلام والشر كله في مخالفة هديه وما كان


(١) سورة الأعراف الآية ١١٦
(٢) سورة طه الآية ٦٦

<<  <  ج: ص:  >  >>