للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

س: في قريتي رجل يدعي أنه قابل الخضر عليه السلام في المدينة المنورة وأعطاه تمرا كما يدعي أنه يعالج المرضى ولهذا فالناس يتوافدون عليه ليل نهار ليعالجهم عن طريق المسح على مكان الألم مقابل بعض النقود هل هذا صحيح أم أنه نوع من الشعوذة واستغلال السذج والبسطاء؟

ج: أما الخضر فالصحيح أنه مات من دهر طويل قبل مبعث النبي عليه الصلاة والسلام وليس لوجوده حقيقة بل هذا كله باطل وليس له وجود، وهذا هو الصحيح الذي عليه المحققون من أهل العلم، فالخضر عليه السلام مات قبل مبعث النبي عليه الصلاة والسلام بل قبل مبعث عيسى عليه السلام والصحيح أن الخضر نبي كما دل عليه ظاهر القرآن الكريم وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: «أنا أولى الناس بابن مريم والأنبياء أولاد علات وليس بيني وبينه نبي (١) » فدل على أن الخضر قد مات قبل ذلك ولو فرضنا أنه ليس نبيا وأنه رجل صالح لكان اتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم.

ثم لو فرضنا أنه لم يتصل لكان مات على رأس مائة سنة كما قال عليه الصلاة والسلام في آخر حياته: «أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد (٢) » فدل ذلك على أن من كان موجودا


(١) رواه البخاري في كتاب الأنبياء برقم ٣١٨٦، ومسلم في الفضائل برقم ٤٣٦٠.
(٢) رواه مسلم في فضائل الصحابة برقم ٤٦٠٥، والترمذي في الفتن برقم ٢١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>